أن تفكر في من تحب كثيرًا لدرجة أنك تحلم به مرارًا هذا أمر يدل على شدة الحب وقوة العلاقة.
لكن في الحقيقة يوجد في الشعر العربي ما هو أكثر واقعية ورومانسية وشجن حيث قال الشاعر
هبُوا أنّ سجني مانع لوصاله
فما الخطبُ أيضًا في امتناع خيالهِ
نعم لم تنم عيني فيطرق طيفه
زوالُ منامي علّة ُ لزوالهِ
الشاعر هنا يتخيل أنه يتحدث مع أصدقائه وهو داخل سجنه حيث لا يستطيع رؤية حبيبه وقلبه ينفطر لهذا السبب.
الشاعر يبدأ كلامه سائلا أصحابه
- هبو أن سجني مانع لوصاله ** فما الخطب أيضا من امتناع خياله
أي افترضوا أن وجودي داخل السجن سبب لعدم رؤية حبيبي وتواصلي معه فلماذا أنا لا أحلم به ويمتنع خياله عني.
ثم يرد هو قائلا
- نعم لم تنم عيني فيطرق طيفه ** زوال منامي علة لزواله
أي نعم أنا عيني لا تنام بسبب التفكير المستمر فيه والحزن من عدم ملاقاته لذلك لا أراه في منامي لأنني لا أنام أصلا حتى أحلم به.
فهنا شوق الحبيب يتغلب على النوم وتظهر المعاناة التي يعيشها من لا ينام شوقا لحبيبه وحزنا على فراقه وتظرمدى الهم والغم الذي يعيشه.
ملحوظة** الحب ليس مقصورا فقط على رجل وامرأة بل له صور كثيرة كحب الأم لأبنائها وحبهم لها وحب الأب لأبنائه وحبهم له وحب الصديق لصديقه وحب الأخ لأخيه والأمثلة كثيرة.
وفي هذه الأيام الصعبة التي نعيشها نجد كثيرًا من الأمهات فقدت أبنائها أو فارقتهم فهي لا تنام الليل حزنا عليهم وكم من حبيب فقد حبيبه أو فارقه فيفارقه النوم.
***********************
أسال الله العظيم أن يجمع كل حبيب بحبيبه وأن يزيل الهم والغم من صدورنا
...
